الأعشاب الطبية (1-33)

مشاهدات 13542

إضافة الى التفضيلات

تصنيف

ويقول البعض الآخر أن الطبيعة تشكل مصدراً للكثير من العلاجات وأن البيئة والإنسان متعلقين بها.

أما في ما يتعلق بالأعشاب الطبية، فيجب أن يكون المرء حذرًا في كافة الظروف لأنه إذا كانت المواد طبيعية فهذا لا يعني أنها غير خطيرة. في الواقع، يملك العديد من الأعشاب مبادئ فعالة قوية يمكنها أن تكون مسممة وحتى قاتلة (مثلاً: الكورار، والدجتالين، الخ).

بالتالي، يختلف تكوين الأعشاب بحسب المنطقة التي تنمو فيها، والتربة، ونسبة هطول الأمطار، وتعرضها للشمس. وبمعنى آخر، هناك عدة أنواع لجنس واحد وهي اختلافات لن تكون بالضرورة واضحة في العين المجردة بفعل مظهر موحد (الشكل، اللون، الخ). ولكن يمكن أن تتميز هذه الاختلافات على مستوى الأيض الثانوي( الاستقلاب أو التحوّل الغذائي) (وهذا ما يسمح للنبتة أن تعيش وتتكاثر، الخ).

وللتمكن من ذلك، نقوم بتعداد الذرات المختلفة ونضع النوع الكيميائي للنبتة ( أي النوع الجيني لدى الإنسان). وتسمح "بطاقة الهوية" هذه بالتفرقة بين الأنواع المختلفة لنبتة واحدة وبتحديد خصائص كل منها. ومن هنا نرى أن النوع الكيميائي للأعشاب يتأثر بمحيط النبتة.

هل ستكون الأدوية المستقبلية مبنية على الأعشاب أيضًا؟

إن البحث عن نباتات جديدة، أي عن ذرات جديدة أمر لا غنى عنه من أجل تصنيع أدوية ضد الأمراض التي ما زال الإنسان غير محصن ضدها. وهكذا، يتوزع علماء النباتات في الغابات وتحديدًا المدارية منها للبحث بلا كلل عن النباتات العلاجية. وبالإضافة إلى جمع العينات، يقومون بجمع معلومات ثمينة من المجتمعات المحلية حول استعمال أسلافهم لبعض الأعشاب.

وقد استخدمت كافة الثقافات والحضارات الأعشاب، وإليكم بعض الأمثلة:
 

في الهند، يستخدم طب الأيورفيدا الأعشاب واليوغا.
وفي الصين، يستخدم الطب التقليدي منذ عدة قرون سابقة أعشابًا طبية للحفاظ على التوازن بين الين واليانغ.
وفي اليابان، يرتكز الكامبو على تحضيرات من الأعشاب.
وفي أفريقيا، يستعمل المعالجون الأعشاب الطبية بفعالية كبرى على العديد من الالتهابات.
وفي الغرب، نقول أنه علاج بالأعشاب.
 

الأعشاب الطبية هي أعشاب لها خصائص تساعد على الشفاء من الأمراض

العلاج بالأعشاب هو طريقة مداواة باستعمال الأعشاب الطبية. ويعني أصل المصطلح التطبيب بواسطة الأعشاب ونتكلم عامة عن الطب التقليدي المرتكز على تناول أو الاستخدام الخارجي للأعشاب باستخدام الكمادات، والاستخلاصات، والمشروبات الساخنة، والنقاعة، والغلي...

خلاصة

الطبيعة هي أهم وأعظم صيدلية في العالم، إذ أن معظم الأدوية تأتي منها مباشرة،  وتعتمد علاجات المستقبل أيضًا على هذا التنوع الذي تطلب تطوره مئات ملايين السنين والذي يقوم الإنسان الحديث بتدميره بشكل غير مسؤول.

إذ أن التلوث ومبيدات الحشرات ومبيدات الكلأ وعمليات القيد وقطع الأشجار لها نتائج مباشرة وغير مباشرة على صحتنا لأننا ندمر في الوقت عينه ما قد يستخدم في المستقبل لعلاجنا.

خدمة المحادثة (تشات) الخاصة بسايبردودو

لمشاهدة الرسوم المتحركة الخاصة بالأعشاب الطبية،  انقر هنا
 

للمشاركة باللعبة الخاصة  بالأعشاب الطبية ،  انقر هنا

 لاختبار معلوماتكم حول الأعشاب الطبية،  انقر هنا

© CyberDodo Productions Ltd.
 

لماذا تشكل النباتات المكون الأصلي والأهم في أغلبية الأدوية؟

نحن نجد في أقدم الحضارات في العالم استعمال الأعشاب لعلاج بعض الأمراض أو التخفيف منها. وما زالت هذه الطرق القديمة موجودة في أغلب البلدان. إذ أن نصف الأدوية التي نعرفها على الأقل مكونة من أساس عشبي إلى حد أنه يمكننا القول في أي مكان من العالم أن الأعشاب هي أساس معظم العلاجات.

وتشكل الأعشاب أيضًا أساس التركيب الضوئي أي أنها تستنشق غاز حمض الكربون (وهو ثاني أكسيد الكربون المضر للإنسان ولكن الأساسي لها)، والماء والمواد المعدنية من التراب بالإضافة إلى الضوء من أجل إنتاج الأكسيجين. والأمر لا ينتهي هنا، فهي تصنع أيضًا ما يدعى عامة الحامض الدهني والحامض الآميني والسكر: وهي ثلاث مكونات تدعى أيضًا الأيض الأولي(الاستقلاب الأولي) بالإضافة إلى الأيض (الاستقلاب) الذي يسمى متخصصًا (فلافونويد، صابونين، ألكولويد، الخ.) والتي تتمتع بخصائص علاجية (من الكلمة اللاتينية كورار التي تعني عالج).

ويستخدم هنا مصطلح "خصائص علاجية" وليس "ميزات علاجية"، رغم أنه ومنذ الأزل، وبحسب المعتقدات والحقبة الزمنية، غالبًا ما اعتبر هذا النوع من العلاجات ضربًا من السحر. بالتالي، فإن الأعشاب الطبية هي الأعشاب التي يمكن استعمال جزء منها للعلاج (الجذور، الأوراق، الأزهار...).

ولكن يجدر استخدامها بعناية، ويجب أن ينحصر تحضيرها بالخبراء مثل الصيدلانيين وبائعي الأعشاب والخبراء الآخرين، بحسب الاسم المطلق عليهم باختلاف البلدان والحضارات.

وتجدر الإشارة أنه في البلدان الغربية، يتم بيع جزء ضئيل فقط من الأعشاب الطبية بدون وصفة طبيب.
 


إن نبات اللافاند يتمتع بالعديد من الميزات ومنها أنه مهدّىء

عودة في التاريخ...

منذ الأزل، اعترف الإنسان بوجود خصائص معينة للأعشاب، وهي خصائص علاجية وأيضًا مميتة. ومنذ الألفية الخامسة، بدأ السومريون باستعمال أعشاب مثل الكتّان، والصعتر، والقنّب وحتى الريحان.

وعلى مقربة أكثر منا، صمدت ورقة البردي المصرية بطول أكثر من 20 مترًا نحو 35 قرنًا للوصول إلينا. وتعتبر هذه الوثيقة المدعوة "ورقة بردي إيبيرز" (على اسم مترجمها، الألماني جورج موريس إيبيرز) واحدة من أقدم الوثائق الطبية المعروفة. وهو يذكر العديد من الأمراض وعلاجها باستخدام المئات من الأعشاب!

في كل العالم، نحن نجد مئات ملايين الأعشاب التي تتواجد 75% منها في الغابات الاستوائية والمدارية، وقد تم وصف 250000 عشبة منها حتى الآن وشكلت 3000عشبة موضوع أبحاث علمية. ويشرح بعض الخبراء أن الكيمياء تسمح بتصنيع المبادئ الحركية للأعشاب مما يسمح بتحسين فعاليتها الأساسية أو على العكس من تخفيض تأثيراتها الثانوية.