سايبردودو و البطاريق (1-34)
تتراوح حرارة البطريق ما بين 37.8 و38.9 درجة مئوية. وكما سبق ورأينا، يتمكن ريشه من عزل جلده عن الماء والهواء. ولكن كيف يستطيع مواجهة مناخ قد يقتل كائنًا بشريًا في غضون دقائق؟ من أجل هذا، يستخدم البطريق بشكل أساسي 5 وسائل متكاملة وهي:
1) أولاً، تقوم دورته الدموية بتعديل حرارة جسمه بشكل مستمر
2) إنه يملك أيضًا طبقة من الدهن تساعده على مقاومة البرد
3) إنه يملك بين جلده وريشه زغبًا يحبس الهواء ويؤمن له طبقة عازلة إضافية
4) يلتقط ريشه الأسود على ظهره حرارة الشمس ويساهم في تدفئته
5) وأخيرًا، عندما يقف رصينًا في البرد هو يقف على قدميه وذيله وبالتالي يتجنب أي اتصال مباشر لجسده مع الأرض المتجمدة
ورغم هذه "التجهيزات" الطبيعية الهائلة، فهو عندما يغوص في مياه تبلغ درجة حرارتها الصفر تقريبًا (أو حتى أقل من ذلك)، يحتاج إلى البقاء في حركة دائمة ليحافظ على حرارة جسدية ومتى عاد إلى الأرض، يخصص ساعات طويلة في تمليس ريشه ورعايته فهو "ضمان بقاءه على قيد الحياة" ضد البرد والماء والهواء.
ولكن قد يحصل أن يصبح الجو شديد الحرارة فيقوم البطريق عندها بكل بساطة بفرد جناحيه لخفض حرارته...
انتبهوا! فإن هذا الجنس ومثل أجناس أخرى كثيرة معرض للخطر. إذ أن الاحتباس الحراري يذيب الثلج القطبي مما يؤدي بشكل أولي إلى خفض مساحة الأماكن التي يبنون فيها أعشاشهم.
ولا تنسوا التلوث، فالتيارات البحرية تأتي بالمواد السامة حتى القطب الجنوبي والتي نجدها في الحيوانات اللافقرية والأسماك،... الخ. وهنا نريد أن نتكلم بشكل خاص عن قنديل البحر التي تشكل الطعام الأساسي للبطريق، فهي تمتص هذا التلوث وتموت بسببه وهكذا تحرم هذه الطيور البحرية من أحد أهم مصادر طعامها.
والأمر سيان بالنسبة إلى الصيد الكثيف الذي يدمر محميات الأسماك ويضعف بالتالي مستعمرات البطاريق التي نقدر أنها انخفضت إلى نصفها منذ ربع قرن وحتى الآن.
وهنا رد آخر على سؤال: "هل نستطيع تخيل نمو لا محدود في عالم محدود؟" (انظر الملف الخاص بذلك)
لمشاهدة الرسوم المتحركة الخاصة بالبطريق، انقر هنا
للمشاركة باللعبة الخاصة بالبطريق، انقر هنا
لاختبار معلوماتكم حول البطريق، انقر هنا
© CyberDodo Productions Ltd.
يبدو من الغريب أن نتكلم عن طير عندما يعود الأمر إلى حيوان يقضي طوال حياته إمّا على الأرض (وتكون غالبًا متجمدة، سنعود إلى هذا الموضوع)، أو في الماء ولكن ليس في الهواء أبدًا، لأنه غير قادر أبدًا على الطيران!
ورغم ذلك، فإن البطريق هو طير، ومهاجر أيضًا، ولكنه استطاع أن يتأقلم على العيش في بحار نصف الكرة الجنوبية حيث يعيش الآن. وحيث أنه يستطيع مواجهة ظروف مناخية قاسية جدًا أحيانًا، فإن بعض أجناس البطريق قد طورت تحديدًا مقاومة رائعة تجاه البرد وتستطيع تحمل درجات حرارة قد تصل إلى أقل من 50 درجة تحت الصفر.
إنه حيوان اجتماعي يتجمع على الأرض وقد يشكل مستعمرات تضم عدة مئات الملايين من الأفراد.
تملك البطاريق جسمًا يتأقلم بشكل تام مع السباحة والغطس، إنهم لا يطيرون في الهواء ولكنهم "يطيرون" برشاقة في الماء. وهكذا، فنحن نلاحظ وجود أجنحة صغيرة وقاسية ومسطحة في جسم متطاول ورأس ذو منقار طويل.
وفي الأسفل تملك البطاريق قدمين مكففتين تسمح لهم بالمشي "وقوفًا" وذيلاً قصيرًا ذو شكل مربع. يغطي جسمهم ريش صغير عريض وكثيف يمنع وصول الماء إلى جلدهم.
يختلف حجم البطاريق بحسب كل من الأجناس الثمانية عشر التي تم تحديدها. وبالتالي، فإن الحجم يتراوح ما بين 40 سم لكيلو ونصف من الوزن للبطاريق الزرقاء وحتى 1.30 مترًا وحوالي 40 كيلوغرامًا للبطاريق الإمبراطورية.
يتمتع كل جنس من أجناس البطريق بخصائص محددة له إن كان ذلك بالرأس أو شكل المنقار المتأقلم مع كل نظام غذائي، أو لون العينين (أصفر، أحمر، أزرق...) أو الريش (أسود عند الظهر وأبيض من الأمام).
ولكن بشكل عام، فإنهم يتمتعون بحاستي شم وسمح متطورتان جدًا ولسانهم سميك وقوي جدًا. ونحن نعرف أيضًا أن البطريق يميز الألوان وهو حساس للألوان الأزرق والأخضر والبنفسجي، مع أنه يعطي انطباعاً بأن بصره غير واضح خارج الماء.