البيئة في إمارة موناكو

مشاهدات 5479

إضافة الى التفضيلات

تصنيف

البيئة في إمارة موناكو

موناكو، المدينة الدولة

تقع إمارة موناكو على ضفاف المُتوسّط، وهي عبارة عن مدينة-دولة، مساحتها كيلومترين مُربّعَين، يبلغ عدد سكّانها 35 ألف نسمة، ويعمل فيها 52 ألف مُوظف. تعمل حكومة موناكو، بدفعٍ من سموّ الأمير ألبير الثاني، لصالح التنمية المُستدامة للإمارة، من خلال تركيز أعمالها على احترام التنوّع البيولوجي، والحفاظ على الموارد، وتخفيض انبعاثات الغاز ذات مفعول الاحتباس الحراري (غازات مفعول الدفيئة)، وعبر سياسة تراعي فكرة المدينة المُستدامة.

التنوّع البيولوجي البحريّ والبرّي

تمرّ إدارة الثروة الطبيعية للإمارة عبر تأسيس برامج جرد ومُتابعة للحيوانات والنباتات البحريّة والبرّية، وخصوصاً في محميّة لارفوتّو Larvotto البحريّة. وقد سمحت الإحصاءات البحريّة، لعام 2006، بإحصاء 83 سمكة مارو بُنيّة و450 صدفة نكر كبيرة، في العام 2009، في محميّة لارفوتّو Larvotto. ويُشكل هذين الصنفين، شديدَي الحساسيّة لمحيطهما، مؤشّراً جيّداً أيضاً على جودة مياه البحر. أمّا على الصعيد الأرضيّ، فإن هناك حملة جارية الآن لإحصاء الحشرات الحيّة، بالإضافة إلى النباتات الموجودة على أراضي موناكو. وقد سمحت عملية الجرد الكاملة للنباتات البلديّة الأرضيّة، التي انطلق العمل بها في العام 2006، بالتعرّف على 10 أصناف تتمتّع بوضع حماية، على الأقل على المستوى المحلّي، كعَبهر نيس مثلاً (وهو نبات من فصيلة النرجس). وهناك أيضاً حملة جارية لإحصاء الطيور. وقد سمحت هذه الحملة، في هذه المرحلة، بالكشف عن زوجٍ من الصقور المُسافرة وثلاثة صقور حديثة الولادة في جُروف الصخرة، وتصويرها.

استراتيجيّة المناخ والطاقة الإقليميّة

يستهدف البدء بتنفيذ استراتيجيّة المناخ والطاقة الإقليميّة ثلاث غايات: تخفيض انبعاثات الغاز ذات مفعول الاحتباس الحراري (غازات مفعول الدفيئة) بنسبة 30 في المئة مُقارنةً بالعام 1990، وتحسين الفعاليّة الطاقويّة بنسبة 20 في المئة، و الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة بنسبة 20 في المئة من إجمالي الطاقة المستهلكة. كذلك، مثلاً، منذ الستّينيّات، تقوم الإمارة بتطوير مضخّات حراريّة تعمل بمياه البحر. وتؤمّن هذه المضخّات اليوم 17 في المئة من الطاقة المُستهلكة.

موناكو، مدينة مُستدامة

يعني تنفيذ سياسة عامّة لصالح المدينة المُستدامة كلاً من الحركة والتنقلات، من خلال تفضيل استخدام النقل المُشترك، وتشجيع "الحركة اللطيفة"، بفضل الروابط العامّة المُمَكنَنة التي يبلغ عددها 33 (حوالي 100 مصعد، وسلالم آليّة...) المفتوحة للعموم على مدار الساعة، ومن خلال تنمية استخدام السيّارات الكهربائيّة.

كما تُشكل إدارة النفايات أولويّةً أيضاً. وقد تمّ تعزيز جمع النفايات الانتقائي منذ العام 2008، من خلال وضع خمسين نقطة فرز طوعيّ للزجاج، والورق والعُبوات المنزليّة. وبذلك يُقدَّر حرق النفايات المنزليّة بإنتاج الكهرباء المُساوي لأكثر من نصف استهلاك الإنارة العامّة في الإمارة.

وتندرج عمليّتي الحفاظ على الموارد ومُعالجة مياه الصرف ضمن خطوة المدينة المُستدامة هذه. ويأتي 75 في المئة من المياه المُستهلكة في الإمارة من واديَي المنطقة المُجاورة: فيزوبيا Vésubia ولا رُويا La Roya. أمّا الـ25 في المئة الباقية، فتأتي من ينابيع موجودة على أراضي الإمارة. وتعالج الإمارة كلّ مياه الصرف، بالإضافة إلى مياه الصرف التابعة للبلدات المُجاورة للسفح.

جودة المعيشة

تُشارك مُكوّنات هذه السياسة البيئيّة المُختلفة في تعزيز جودة المعيشة في الإمارة. كما تُساهم في ذلك عناصر أخرى أيضاً.
منها نذكر نوعيّة المساحات الخضراء الخاصّة والعامّة، التي كانت تُقدَّر مساحتها بـ50 ألف متراً مُربّعاً في العام 1961، والتي باتت تبلغ مساحتها 442 ألف متراً مربعاً تقريباً اليوم، منها 247 ألف متراً مُربّعاً من المساحات العامّة، تتكوّن بشكلٍ أساسيّ من حدائق زينة، غالباً ما تكون مُختصّة بفكرة مُعيّنة: حدائق الأميرة غريس للورد الجوري، بستان الزيتون، الحديقة اليابانيّة، حديقة الغرائب، مجرى الصحّة، حديقة الأطفال، إلخ، و800 شجرة مُتراصفة.

تحرُّك المُجتمع المحلّي في موناكو

تُعتبر حكومة موناكو ناشطة جدّاً على مُجمل الموضوعات المُرتبطة بالتنمية المُستدامة. وتجد هذه الأعمال امتداداً لها في انضمام العديد من الفاعلين في المُجتمع المونونيغاسكي، يستحق تحرّكهم التنويه: القطاع الخاصّ (JCEM، SBM، Grimaldi Forum)، الوسط الترابطي (AMPN، Act for nature، MC2D...) والمؤسّسات.

CyberDodo

لقد أصبحت الحكومة الأميريّة، بمبادرة من سموّ الأمير ألبير الثاني، شريكاً لمؤسّسة CyberDodo منذ تأسيسها، قبل أن ينضمّ إليها أيضاً المجلس الأعلى لحقو ق الإنسان في مُنظمة الأمم المُتحدة وإنتربول.
أمّا بثّ رسالة عالميّة حول الاحترام والمحافظة، بفضل برنامج ترفيهي-تثقيفي مُتعدّد اللغات ومجّاني على شبكة الإنترنت، يتوجّه إلى جميع أفراد العائلة (الأطفال، والأهل والأجداد على حدٍ سواء)، فهو خطوة فعّالة ومُبتكرة للإعلام عن الحيثيّات البيئيّة الكبرى في زمننا هذا، والتوعية عليها.
وهو يُتيح بذلك المجال للجميع لكي يكونوا مُواطنين مسؤولين، يُحافظون على الطبيعة ويضمنون حق الأجيال القادمة.